الاثنين، مارس 05، 2012

مبادرة بصمة شباب .. إنطلاقة نحو العالم (3)

القارئ الأنجب، لاحظ أن هذا المقال:  له << ما يسبقه ، وله ما يتبعه >>



لحظة تكريم المتطوع المجهول: الميكرفون مع الاستاذة/ نسرين الجبري،
 الاستاذ/ صلاح الصايدي .. الى اليمين ،و بينهما الاستاذ/ أحمد السعيدي.
 المصدر: بصمة شباب
وقد كان ملفتاً إلقاء الشاعر الجميل/ يحيى الحمادي ، الذي و صفه الشاعر الكبير/ عبدالعزيز المقالح ، وهنا أقتبس من كلام مقدم الحفل: "إذا كان الزبيري شاعر 1962 م ، و البردوني شاعر 1990 م ، فإن الحمادي هو شاعر 2011 م" لعله بذلك يشير الى أهم المنعطفات المصيرية في تاريخ اليمن الحديث، ولمست كم كانت القصيدة رائعه في كلماتها الموزونه ، وإلقائه الجزيل. و في الواقع صعب علي أن أكتب بيوتا منها لأدونها هنا ، كما صعب بعد ذلك أن أحصل على نسخة منها ، رغم أني تطلعت لذك.

المبدعون فقط
كما كان هناك عمل رائع ، أخرت الحديث عنه لأحدق فيه قدر ما يمكنني ، إنه رائع ! ليس فقط لأنه رسم إبتسامات طوال أداءه على المسرح الذي تحول الى أروع لوحه فنيه ... إنه عبارة عن إسكتش مسرحي ، إستطعت فقط أن ألتقط بعض أسماء المشاركين فيه لذلك لن أذكرهم هنا إلا اذا إستطعت الحصول على أسماء الفريق كاملاً ، و لربما أستطيع ذكر مخرجه المبدع/ أحمد الحكمي. هذا العمل قدم بعنوان غير مفاجأ هو "الأبناء و المبادرات الشبابية" ، غير مفاجأ لأنه هو نفسه يكاد أن يكون عنواناً عريضاً للحفل منذ إبتدائه .

في مشهده الاول: كم غضب الوالد من إبنه "أمين" الذي إزاد غيابه و تكرر ، و ما كان يثير غضب الوالد هي الأجابة الوحيدة التي يسمعها من الام عندما يسألها عن مكانه تقول: "إنه مع أصدقائه في المبادرة" .. وبين أخذ و رد بين الوالد و الأم و صديقه و أداء مفعم بالفكاهه ، صنع ضحكات عالية الصوت و حادة البوح أحياناً.

في غمرة هذا الاستمتاع ، فاجأنا الوالد بكفٍ مزعج على خد "أمين" ، كف أسكت كل القهقهات حولي، و أطبق الصمت ، لأقل من عشر ثوانٍ ، بعدها سمعنا من زاوية أخرى من المسرح موسيقى كلها حزن و شجن و كئابه ، لكنه لم يفلح في تغيير مسار "أمين" المؤمن بروح و ضرورة المبادرة و المساهمة الاجتماعية ، وسط مجتمع مادي ، يعده مغفلاً يضيع وقته ، بلا مقابل !! و في إصرارٍ على الاستمرار في العمل الى جوار أصحابه كمتطوع ، إضطر "أمين" الى ترك منزل والده.

أما في مشهده الثاني، لا يملك الاب الغاضب إلا أن يضم نجله إليه بكل قوه ، حينما يلقاه صدفةً ماراً بجواره . و أيضاً يعتذر أمين لوالده و يعده بأن يجعله و أمه فخوران به ، و هنا بدأ والده يبحث عن معنى و جدوى العمل الذي يقوم به ، بعد أن كان رافضاً الخوض في أي نقاش أصلاً . و كعادة الاسكتشات ذات الهدف المباشر نوعاً ما و الوقت المحدود، عبر الاب عن ندمه و أقسم على دعمه لنشاطات الشباب المختلفة.

في الحقيقة أن إنطباعي عن الأداء كان متبايناً ، فأشخاصٌ كان أدائهم جيداً، في حين أن هناك من أشعرني بالفعل أنني أمام فنانٍ مسرحي محترف في أدائه ، من حركات أطرافه و إستعمال واعٍ لصوته و عيونه ، و أيضاً من ملامح وجهه المعبره. الاهم ،الإتساق بين كل هذه العناصر جميعاً ، فعلاً ، مواهب !  نتمنى إستمرار متابعتهم مرة بعد مرة، لهم كل التوفيق ،، من أعماق قلبي .

بصمات أخرى كثيرة
و في حين توقعتُ ، ربما كأخرين ، أن يتم تكريم عدد من أعضاء المبادرة الفاعلين خلال الفترة السابقة، تُوج هذا الحفل بتكريمٍ أيضاً، و لكن لعدد من الذين يستحقون بالفعل التقدير، و كثيرون غيرهم من المغموين في مجتمعنا ، في حين أصبح التكريم الموسمي أو السنوي .. حتى التكريم! حكراً على أناس بعينهم معروفون مسبقاً في كل مؤسسة ، و كما أسلفت الإشارة فإن التكريم حمل إسماً رائعاً، "تكريم المتطوع المجهول" ، سبق التكريم عرض فيلمي عن مبررات إختيار هؤلاء الرائعون مع مقابلات قصيرة معهم في مقر عملهم، كانت مفعمه بسحر اللحظة ، و حتى لو لم تصلني كثير من مما قالوه بوضوح ، إلا أنني أدركت كم أنهم سعداء بهكذا لفته ، و في حين أن التكريم يتكون في حده الأقصى من درع ، وشهادة تقدير و بعض الهدايا المقدمة من الرعاة لهذه الإحتفالية الرائعه، إلا أنك تدرك كم يعني ذلك لهم ،فيعبرون عن صدق مشاعرهم الدافئه بتكريم يأتي من طرف خارج مؤسستهم و له مكانة مجتمعية معتبرة، أو هكذا يفترض ، كمبادرة شبابية .







ملاحظة: النص خاضع للتصحيح و التنقيح 


القارئ الأنجب، لاحظ أن هذا المقال:  له << ما يسبقه ، وله ما يتبعه >>

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

------------------------------- يمكنك أن تشترك في القائمة البريدية -------------------------------

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner