الثلاثاء، ديسمبر 31، 2013

إذا كان ربيعاً عربياً،، نحن مرة أخرى نعيش الوهم؟


كل ما عشته الثلاث سنوات الأخيرة كان مذهلاً فوق الوصف، لم أكن لأتخيله على الاطلاق. أعرف أن أكثر ما تردد من مصطلحات لوصف ما حدث ووصف المرحلة برمتها هو "الربيع العربي" وهو مستعار من مناطق أخرى في العالم عاشت شيء مشابه لما نحن في خضمه الآن. وعلينا أن نعقد مقارنة سريعة مع ما حدث منذ تسعينيات القرن الماضي في أوروبا الشرقية وما يُعرف حتى الآن بـ "الثورات الملونة" والتي أعادت صياغة تلك المنطقة الاستراتيجية بعد سقوط القطب الشرقي وانفراد الولايات المتحدة بزعامة العالم. هنا في منطقتنا العربية قلب العالم كله وملعب الصراعات الدولية كان مألوفاً في الصحافة الأجنبية ثم بين نخبنا الهائجة مصطلح "الثورات العربية". هذا الأخير ذكرني باسم آخر مموه في ذاكرتي لا اعرف عنه الكثير انه مصطلحٌ شهير لمن هم أكبر مني سناً ووعياً! لا أدري اين سمعته او قرأته بالتحديد؛ ربما من الصحفي العملاق محمد حسنين هيكل او ربما في مقال هنا او هناك.
دعوني اشرح الامر أكثر؛ لقد فاق آبائنا المتحمسين بداية القرن الماضي لما سُمي حينها بِـ "الثورة العربية الكبرى"، وهي ثورة قامت في كثير من البقاع العربية ضد الحكم العثماني اِبان انهيار الخلافة العثمانية مطلع القرن العشرين. فاق أو استفاق آبائنا المناضلين حينها على كارثة ان كل ما قاموا به لم يكن الا فصلاً في خطة بريطانية فرنسية لإضعاف وكسر الخلافة العثمانية وعاصمتها استنبول.
وأن هذه الثورات لم تكن انتفاضة عفوية شعبية ضد الظلم العثماني والعنصرية التركية، كما كانوا يعتقدون وسط احداثها. ولعل ما حدث للشيخ الحسيني في الشام ولقبائل الحجاز، خير دليل ان هذه الثورات ليست على الاطلاق ولا على أي وجه عفوية كما انها لم تكن لا فكرة ولا غاية أولئك القادة الذين عرفوا بعد ذلك. ففكرة الثورة العربية الكبرى كانت خارجية وبتوجيه كامل من الخارج. وقد صنعت المخابرات البريطانية وغيرها اهدافاً مناطقية لكل جزء كما أنشأت وعظمت اهداف لدى بعض أبناء القبائل الكبيرة تتعلق بمطامع بالحكم والسيطرة وتتويجهم كملوك للدول الجديدة.

ومن ألمع الأسماء حينها كان السيد "لورنس" الذي عرف تاريخياً بِـ "لورنس العرب" وذلك لدوره الكبير في نقل كل ما يتعلق بالمنطقة العربية وصحاريها وقبائلها وفهمها، حيث اندمج وصار في لبسه ولسانه عربياً بكل ما للكلمة من معنى. وتقرب من الملوك والمؤسسون للمملكة العربية السعودية وكان يمرر ما تريده بريطانيا لهم من خلال استشارته التي لم يكن لهم غنى عنها. فلماذا نستبعد اليوم كون ما نعيشه اليوم ليس سوى سيناريو مرسوم ومُعد.

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

------------------------------- يمكنك أن تشترك في القائمة البريدية -------------------------------

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner