إن أهم ما يثير سخرية الشباب هو ذلك الخطاب ذو الطابع "الأبوي" الذي يحافظ النظام عليه منذ سنوات ، والجميع تكون عيونهم الرقيبة و حسهم التحليلي متوجهه نحو دول موجودة بالفعل لا مكان فيها لهذا الخطاب المتأزم الذي أصبحنا نظن بالإيحاء أن مجرد بناء مدرسه هو بحد ذاته نعمه و منّه من القائد الزعيم الملهم و الأب الوالد الراعي و يا للعجب .
إن أولوية مطالبنا تتمثل بوجود دستور وطني .. يضمن نظاما برلمانيا مبنيا على انتخابات تعبر عن المجتمع اليمني بكل تلاوينه ، كما يضمن الدورية في كل المناصب العليا ويوجد ذلك الحلم الذي تعيشه دولاً أخرى في هذا العالم و هو "دولة المؤسسات" حيث يؤدي كل فرد دوره ضمن سقف محدد من الصلاحيات و الفتره الزمنيه ، مرفقا بآليات واضحة و صارمه للمحاسبة. دستورأً يضمن أن لا يتغلغل أبناء و أخوة و أبناء عمومة الرئيس في مفاصل الدولة ، كما هو الحال اليوم في واحدة من أبشع أشكال الاماميه "المقنعه" ، ولا يفيد الانكار في وسائل اعلام حكوميه غير ذات مصداقيه شعبيه ، أن عائلة أو على الاكثر قبيلة حاكمه واحدة تضع كل مقدرات والوطن بيد أبناءها.
أنا لا أشك أن و احد من أهم أسباب خروج الشباب في أنحاء اليمن هو أنعدام رؤيه مستقبليه للبلد ، في ظل عقليه بليدة تحكم بمنطق المناطق و القبائل، ولا شك أن النظام تفاجئ بإختفاء مبرر القمع الدائم من قلاقل القاعدة و من شعارات الانفصال التي خفتت .
و بالرغم من أن الاميه لا تزال كبيره في اليمن ، إلا أن الشباب المتعلم من خريجي مداؤس و جامعات تلاحقها الملاحظات الكثيرة حول جودة التعليم فيها و في أهلية مخرجاتها لسوق العمل ، هؤلاء الشباب و الشابات المتعلمون العاطلون في معظمهم نتيجة عدم وجود وساطه لهم أو مبالغ الرشاوى ذات القوائم الطويله للحصول على وظيفه ، قرروا جميعا أن يكون لهم دور يفرضه عليهم قدر العلم و الثقافه الحاصلين عليها. و التي لا تؤمن بـ "أبوية" الرئيس ،لأن هذا ببساطه ليس دوره ، هذا الدور الذي نجده في كثير من دول العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق