
من هنا يجب أن ننتبه إلى أن مصطفى محمود كان يعتقد ما نعتقد لكنه –كالعادة- بحاجة إلى دليل مادي وبرهان علمي حتى يطمئن لما يعتقد. وفى الحقيقة أن هذا بالتحديد هو حال المفكرين و العظماء بل وحتى الأنبياء على مر تاريخ الإنسان. وأنا أدعوك للتأمل في قول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: "ولكن ليطمئن قلبي" لتبرير طلبه رؤية الله تعالى بعينيه، رغم إيمانه اليقيني بالله. ومن هنا أيضا يمكن أن نصنف مصطفى محمود ومنهجه الذي سار عليه وحقق كل ما آمن واعتقد، انطلاقا من هذه القاعدة النبوية التي تلخص حياة مفكر عربي وباحث، تاه وتشتت فكره في فتره أوأخرى لكن سرعان ما عاد إلى الطريق السوي والنور الذي كان مراده.

وأهم ما أشدد عليه هو عدم إساءة فهم الرجل الذي قدم الكثير لدينه، ووقف وحيدا يُرينا أن الله وإبداعه موجود في كل مخلوق، وطاف العالم باحث عن أدلة وجود الله وعن وثوقية كل حرف وكلمه في القرآن والسنة، وكم أنزعج من تقديمه على انه ملحد وعاد للإسلام .. وما أبعد هذا عن الحقيقة، ولكن الرجل ذهب إلى ربه عز وجل في أبهى صور الإيمان ولا نزكي على الله احد. ومن يتصدى لقضية عظيمه كما فعل مصطفى محمود، فلابد من مخالفين كما لديه من مناصرين أوعلى الأقل متفهمين ومنصفين، وهذا على كل حال أفضل ممن لا يفعل شيء سوى الانتقاد والتكفير والتجريح. ولا شك أن التاريخ سيسجل مصطفى محمود مفكرا فذا وعبقريا موهوبا، و متأملاً حالما .. بل وعالم جليل ومفخرة حقيقية لأمته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق