الجمعة، أكتوبر 29، 2010

فرنسا ... انتكاسة قيم الديمقراطية


سبتمبر 2010 شهر لن يمر كغيره .... خصوصاً في واحدة من الدول العظمى و حاملة الإرث الديمقراطي -على زعمهم- و أيضا فرنسا المتصدرة المشهد الثقافي العالمي إلى جانب عدد قليل من الدول ، فرنسا الجمهورية و قيمها ... فرنسا الساحرة للبعض ، لاسيما في وطننا العربي ، فلن تبذل جهدا كبيرا لتجد من يحكي و يروي لك الحكايات عن الشعب الفرنسي و بطولاته و كيف انه شعب حي لا تسلم من غضبته حكومة ولا زعامة ، ولا يفوتك أن ترى في بريق عينيه كل الإعجاب و ربما الفخر. 

باريس النور
لكن أين هذا الشعب اليوم؟ شوارع باريس البراقة و مرسيليا الجوهرة كلها ازتحمت بالعمال و الموظفين، فهل استطاع تحقيق و فرض إرادته؟ الإجابة كنا جميعا نرقبها على شاشة الجزيرة و غيرها و يرقبها العالم.. طبعاً لا! لماذا لا لأن الذي الذي يحكم فرنسا اليوم هو اليمين و اليمين فقط.. و ساركوزي اصدق ما ينطبق عليه من بين الأسماء انه "الدكتاتور الديمقراطي" ،الذي يريد فرض إرادته على شعبه و بشكل فج.

إحتجاجات في الشوارع الفرنسية ، ضواحي باريس

فبالرغم من أن أوروبا كلها تسعى إلى نفس الإجراء و هو تخفيض النفقات العامة، لكن ليس هناك وجه للمقارنة بين إجراءات الحكومة البريطانية و نظيرتها الفرنسية. الاختلاف كلي من ناحية البنود المستهدفة بالتقشف و أيضا المدى الزمنى في معالجة تداعيات الأزمة.


بلا شك أن هذا يؤثر بصورة مباشرة على صورة فرنسا .. ففي حين أن أمريكا تنتشي بتنصيب أول (و ربما أخر) رئيس من أصل أفريقي، و بريطانيا بالتحقيق الموسع في حرب العراق و ما يتصل بها، تقع فرنسا ،ربما، يتيمة هذه المرة في مواجهة القاعدة و زعيمها الذي قهر استخبارات كل دول العالم خلال فترة تتجاوز العشر سنوات، وما أكثرها. إلى جانب أزمة داخلية تتفاقم .. والتي ترتكز أساسا على عديد الأخطاء المتراكمة على اقصر إمبراطور في العصر الحديث فترةً.


قوالب
و في راسخ اعتقادي أن هذا سيجعل الكثير من رعاة الفرانكفونية و خاصة في عالمنا العربي الأغر يراجعون حساباتها و سنكون فرنسا في آخر الأمثلة التي يسردونها، ولعلها مناسبة لإعادة حساباتهم. و ما يعنيه ذالك من عدم الذهاب بالانبهار بالغرب إلى حد المطالبة بإسقاط قوالب الديمقراطية الغربية على أوطاننا و شعوبنا في منطقة لها خصوصيتها الدينية أولا و الثقافية و الفكرية و وواقعها ثانيا و ثالثا و رابعا الأمر الذي يجعلها تتمايز في كل شيء عن الغرب أو الشرق على حد سواء.

إصدار عربي
فإذا ما اتفقنا على بعض المبادئ و القيم التي تحملها روح الديمقراطية ، فإننا يجب أن نراعي أن تفاعل و بصمة كل شعب و إضافته على كل قيمة و من ثم على الديمقراطية النظام و الروح ككل هو أمر لا بد منه. و هذا ما بدأنا نلمسه بالفعل على كلٍ من الديمقراطيات الناشئة في أمريكا اللاتينية و روسيا و إيران و حتى أفريقيا .. و كخلاصة نحن و العالم بحاجة إلى ما اسميه بـ"جيل جديد من الديمقراطية".



ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

------------------------------- يمكنك أن تشترك في القائمة البريدية -------------------------------

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner