الخميس، مارس 01، 2012

إنتخابات .. فريده غريبه


في الحقيقه أن أهم ما يميز هذه الانتخابات هو ذلك الجدل الكبير و ربما المبالغ فيه الذي رافق و سبق يومها المشهود في 21 من فبراير الماضي. جدل كبير حول هل يجوز أن نطلق على عمليةٍ كهذه "إنتخابات" ، أم يجب أن نبحث عن لها عن إسم آخر ، و كثيرون يحتارون عند إقترابهم من مصطلح "إستفتاء" الذي يحتوي على الاقل خيارين بين رفض و قبول.


هل وصلنا الربيع

بالفعل أمر محير في كثير من جوانبه، مما وصل بالبعض الى التسائل عن جدوى إنتخابات بخيار واحد، و الأهم أنها مبنيةٌ على إتفاق سياسي مسبق متمثل بالمبادره الخليجيه الموقعه في الرياض بين طرفي الازمه السياسيه في اليمن، حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم و تحالف المعارضه تحالف اللقاء المشترك. و بالرغم من كل ذلك أظن أن الجميع أستطاع أن يلحظ أنه لا خلاف في الرأي العام على أهمية هذه الانتخابات ، و كذلك أهمية المشاركه فيها بغض النظر عن الجدال السابق الاشارة إليه.


هذا هو أحد البروشورات في الحملة الانتخابية من تصميم الشبكة اليمنية للرقابة على الانتخابات و التي
تضم 75 منظمة محلية، كما تم إختيارالشعار "إنتخب .. لأجل اليمن الجديد" من بين عدة شعارات و
بطريقة ديموقراطية في ذاتها. المصدر: مشروع إستجابة-اليمن
مِن ما حاولتُ أن أعمله هو المشاركه في ما قبل عملية الاقتراع. و أقصد كل ما يتعلق بالتوعيه و الدخول في النقاش العام في كل مكان أذهبه، من المقهى الى النت الى الديوان و لقاءات الاصدقاء و حتى في الباصات و الحافلات العامه. و في الواقع كان بالمجمل نقاش مثمراً، أدركت حجم الوعي المتنامي لدى الشعب اليمني بعمومه بمعنى "المشاركه بالشأن العام" و عدم الانكباب على الجري وراء لقمة العيش بل و بخطره.

الديموقراطية مجدداً

كانت وجهة نظري التي حاولت إيصالها تتعلق بأننا يجب أن نخرج عن رُأيتنا التي إستقبلنا فيها الديموقراطيه في القرن العشرين الماضي على أساس صناعتها الغربيه، في حين أنها باتت تجربه انسانيه بل ثمرة تجارب إنسانيه مختلفه و متباينه و متنوعة من أقصى الشرق الى أقصى الغرب، قدمت لنا نظاما سياسيا لا يتعارض مع جوهر وروح ديننا، رغم ما أصاب شعوبنا العربيه من خسارة تأخر إلتحاقها بالركب الانساني بسبب التنظيرات الضيقة الرؤية التي تقوم على تحريم كل ما يتصل بالغرب أو يأتي عنهم ولا يحكم على الوسيله و الآلة من حيث تقديمها لحلول معينه أو تأديتها لوظيفه ما.

و لعل أهم ما يجب أن أذكره أن التجربه الإسلاميه في السياسه و الحكم الرشيد كانت طوال التاريخ الاسلامي معطله إلا من فترات مضيئه لكنها قصيره و ربما غير معتبرة في أثرها، و نتج عن ذلك عدم إمتلاك الاسلام من حيث كونه حضاره إنسانيه لتجربه سياسيه تقدم نظاماً أو أنظمة سياسيه ، يمكن أن تجابه أو تنافس الديموقراطيه كتجربه و نظام. وللمقارنه فإن النظام الاجتماعي و الى حدٍ بعيد الاقتصادي يحمل الكثير من الخصوصيه و نقاط المنافسه.

في الختام
أتمنى أن يعم بلادي السلام و الامن و الامان في عمق قلب و روح كل يمني من تعز الى شبوه و من سقطره الى صعده. كما أتمنى أن تنطلق بهذا التحول الكبير حركه واسعه للابداع و الفنون و أن نستطيع توفير الفرص في كل مجال، لنصنع حاضراً و مستقبلاً ينشأ تقدماً يكون على تواصل و إتصال مع ماضٍ يمثل تاريخ حضارة يمنيه راقيه و عريقه.  تحياتي،،





ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

------------------------------- يمكنك أن تشترك في القائمة البريدية -------------------------------

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner