الثلاثاء، فبراير 26، 2013

الحكم بطريقة «فوتوا علينا بكرة»!!

كتب/ جلال عارف



مافيش فايدة.. والله العظيم مافيش فايدة.. هذا نظام يؤمن بالحكمة البوذية إلا قليلا، فهو لا يرى ولا يسمع، ولكنه يتكلم ويتكلم فلا تجد فى ما يقوله إلا الكذب والخداع وتزييف الحقائق واستعراض مهاراته فى اللف والدوران!!

يحترق البلد وتنهار المؤسسات، بينما الأخ الرئيس وجماعته وأهله وعشيرته ماضون فى طريقهم نحو هدف واحد وهو الاستحواذ على مؤسسات الدولة والانفراد بالحكم.. ولا شىء غير ذلك!!

يخرج الأخ الرئيس ليتكلم، فكأنه يتحدث عن دولة أخرى وشعب آخر غير هذا الشعب الذى يملأ الميادين بالغضب، ويشعل المدن بالعصيان المدنى، ويرفض ما يطلبه منه هذا الحكم المستبد، وهو أن يظل صامتا ومحتفظا بهدوئه وهو يرى أبناءه يُقتلون ويُسحلون ويُعذَّبون وتُنتهك أعراضهم، لأنهم طلبوا فقط ما خرجوا للثورة من أجله.. الخبز والحرية وكرامة الإنسان!!

الأخ الرئيس الذى «احتفل» بالذكرى الثانية للثورة التى أوصلته إلى الحكم بقتل سبعين شهيدا من شباب الثوار، وبإصابة الآلاف، وإلقاء المئات فى زنازين السجون ليخضعوا -بلا ذنب- للتعذيب والمهانة، بل والاغتصاب.. يتجاهل كل ذلك ليتحدث عن زيادة فى التعويض أو إضافة للمعاش، وكأن دماء الشهداء للبيع، وكأن القصاص لم يعد له وجود، وكأن الأخ الرئيس يصدق نفسه أو يؤكد مزاعم جماعته بأن ما يواجهه هو بلطجة أو ثورة مضادة.. بينما الحقيقة التى يعرفها العالم كله أنه غضب الشعب على من سرقوا الثورة وخانوا أهدافها ليقيموا للاستبداد دولة أسوأ من تلك التى كانت مع النظام الذى سقط!!

وتصل المهزلة إلى أقصاها حين يدعو الأخ الرئيس القوى الوطنية إلى الحوار على طريقة المصطبة، وفوتوا علينا بكرة (!!) لكى نتحدث عن ضمانات الانتخابات!! وفى نفس الوقت يقول الأخ الرئيس إن الحكومة (المكلفة بتزوير الانتخابات) باقية فى مكانها!!

يعنى ببساطة ووضوح: فوتوا علينا بكرة، لكى ندردش فى ضمانات نزاهة الانتخابات التى تعلمون جيدا أننا سنقوم بتزويرها!! هل يتصور الأخ الرئيس أنه يتكلم مع شعب من البُلهاء؟! هل يوجد عاقل يمكن أن يتحدث عن «نزاهة الانتخابات» فى ظل وزير داخلية بدأ عهده بمقتل سبعين شهيدا فى يومين وبخطف الثوار وسحل المواطنين وانتهاك الأعراض؟! وفى ظل سيطرة الإخوان على وزارات الخدمات والحكم المحلى، وفى ظل تسليم أنابيب الغاز والسلع التموينية المدعمة لحزب الرئيس ليتصرف فيها كما يشاء، وفى ظل نائب عام جاء بالباطل، وسيحاكَم بالعدل حين تجىء ساعة الحساب!

دون حكومة محايدة هو نائب عام لا يخضع إلا لحكم القانون فقط، ودون وقف عملية «الأخونة» التى تجتاح مؤسسات الدولة فإن الحديث عن «نزاهة الانتخابات» يصبح أمرا هزليا تماما مثل حديث «المشاركة لا المغالبة» إن كنتم تذكرون، ومثل جملة أنا رئيس كل المصريين التى يرددها الأخ الرئيس أكثر من مئة مرة فى كل حديث له، ليذكّرنا بالقول المأثور «يكاد المريب يقول خذونى».

ودون الوقف الفورى لحملة القتل والتعذيب والخطف وانتهاك حقوق الإنسان التى تتم بحق الثوار، والتى تشارك فيها أجهزة الدولة وميليشيات الجماعة، فإن العصيان المدنى (الذى ينكره الأخ الرئيس) سوف يتسع نطاقه، والغضب الشعبى سوف ينفجر.

ومع ذلك يبقى للأخ الرئيس فضل التأكيد لكل من له عقل أنه «مافيش فايدة» فى هذا النظام الذى يمضى قدما فى بناء النموذج الفاشى لحكم البلاد.

«مافيش فايدة» فى نظام يعتبر «الأخونة» حقا مشروعا له، ويعتبر الثوار مجرد بلطجية ما داموا يعارضون استبداده، ويصر على الاستحواذ على مؤسسات الدولة، ويحشد كل أسلحته لتزوير الانتخابات!!

الفاشية لا تتغير.. إما أن نُسقطها.. وإما أن تحكمنا بالحديد والنار، وتدمر كل شىء جميل فى مصر.. هكذا تتضح الصورة مرة أخرى مع حديث الأخ الرئيس!!



المصدر/ موقع أخبار التحرير

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

------------------------------- يمكنك أن تشترك في القائمة البريدية -------------------------------

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner