الخميس، أبريل 26، 2012

اليمن | صيف 2013 .. الحرب البسوس القادمة



إنها بالفعل تكاد تكون نقطة إلتقاء كل التوقعات للحالة اليمنية. إن المؤشر الأبرز للوضع اليمني الراهن يتمثل في الإتجاهيين السياسي والعسكري. إن ما تم التوصل إليه ما هو إلا خيار الأمر الواقع بين أطراف يمنية متناحرة، وليس أقل من هذا الوصف. 



منظر بديع للحالمة من اعلى قمة في جبل صبر والذي اصبح لوحة بيضاء من الثلوج
التي انهمرت عليه، تصوير: سامح العريقي 25/4/2012 .. المصدر: هنا



إن من يعتقد أن الأزمة اليمنية حُلت أوفي طريقها الحثيث إلى الحل، فهو وبلا شك واهم، وسطحي وربما حالم. إن ما نلحظه من سلوك أطراف الأزمة اليمنية هو ببساطة "إنتظار لحظة الصفر" لتنفيذ الخيار الذي لا يعرف اليمنيون سواه وهو الإقصاء الكامل للغير والأستحواذ والسيطرة المطلقة على السلطة لطرف واحد ووحيد. إن صيف العام 2013 هو لحظة الامتحان الحقيقة أمامنا كيمنيين و لحظة تحقق أو إنتهاء والى الابد حلم تحقيق دولة يمنية مدنية حقيقية، كما هي موجودة اليوم في العالم وليست خاضعة لتلك الوصفات السخيفة "للدولة المدنية" من قبل البعض.


إن ما يجري من إعادة تشكيل الوضع السياسي والعسكري اليمني وتحالفات القوى المختلفة. هو بالتأكيد لأمر طبيعي ليس فقط لطبيعة التغيرات المشهودة ولكن ايضاً هو تعبير عن السبب الاساسي في رضوخ الاطراف اليمنية للاتفاق السياسي الخليجي، وهو إلتقاء التحالفات الخارجية لدى جميع الاطراف على أرضية واحدة لإنهاء الازمة اليمنية والحيلولة دون نجاح أو فشل الثورة اليمنية؛ الأمر الذي إنعكس بضغط منقطع النظير على اليمنيين لإنجاز المبادرة الخليجية الأعجوبة. 

إن "القبلية" ستظل كما هو واضح مشكلة دائمة للضمير الجمعي اليمني. فهي سبب إرتهان أطراف الازمة اليمنية الى الخارج، وسبب نشوء تحالفات يمنية محلية خارج نطاق المدنية والعمل السياسي كما هو حال الدولة الحديثة. 

لقد كنتُ أنادي دائماً بأن الانتقال الى الدولة المدنية يبدأ بنقل عاصمة اليمن الموحد الى "عدن"، فهي المدنية اليمنية بكامل وزاهي حلتها، ولا ينافسها في ذلك سوى الحالمة "تعز". أما العاصمة الحالية "صنعاء" فهي وبلا شك عاصمة القبلية والقبيلة قبل أي شيء آخر. وهو ما يعقد ويعيق إحدث نقلة نوعية مدنية على المستويين الإجتماعي والسياسي. 

ولأن عدن هي قلب الجنوب اليمني والمحافظات اليمنية الجنوبية، وهي الشريك الند في إنجاز دولة الوحدة، فهنا بُعد آخر مهم لنقل عاصمة الوحدة الى "عدن"، وهو الأمر الذي قد يكون وحيداً لإيصال رسالة قوية وبليغة الى أبناء الجنوب اليمني، أن اليمن الموحد هو يمنهم أيضاً وأنهم شركاء كاملي الأهلية فيه، وأن اليمن الواحد لم ولن يكون إستغلالاً قذراً لمقدرات الجنوب أو على حساب أبناءه. 

جنب الله بلدنا الحبيب غضب الحروب ولعنتها ..



هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

كلام جميل ولكن لا بوادر لنوايا كهذه بل ان بوادر الحرب ترى هنا وهناك كمن يقول حوار وطني ويحاول أن يغتال من سيتحاور معه او كمن يقول : "سنقطع لسان كل من ينادي بالانفصال" !! أو كمن قالت: "عدن مدينة شمالية بأمتياز"

dddddddddd يقول...

هذا كل وكل من يخفض سقف القضية الجنوبية .. سيذهب إلى زوال !!


نعم .. اوافقك .. لا بوادر طيبة!

#شكرا أ.أحمد

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

------------------------------- يمكنك أن تشترك في القائمة البريدية -------------------------------

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner